مسلسل ذاكرة الجسد يعيد تنشيط النقاش الشبابي حول الكتاب القنبلة

اردت من خلال هذه المشاركة اطلاعكم على هذا المقال الذي يشيد بابداع ادبي مصور واليكم هذا المقال الذي نقلته لكم من عين نيوز.
اعاد مسلسل ذاكرة الجسد للغة العربية رونقها وبريقها وأثبت أنها قادرة بفاعلية ومرونة كبيرة على التعبيرعن كل المشــاعر التي نمــر بها في حياتنا من حب وكره .. ضجر وألم .. وفـرح وحزن ..

وذاكرة الجسد هي رائعة الكاتبة الجزائرية وذائعة الصيت احلام مستغانمي .. الكتاب القنبلة كما وصفه الناشر الراحل سهيل ادريس الرواية التي أذهلت النقاد والادباء معا .. استاأذن هذ الكتاب الحبر بعد اقامة امتدت ل 17 عاما متجها نحو الشاشة الفضية ..

وأظهر المسلسل منذ بداية حلقاته ان اللغة العربية الفصحى قريبة من روح الرواية والملحمة الشعرية .. حوارات جميلة منتقاة … لم تجمد هذه الدراما إنما جعلتها أكثر قربا منا عبر المفردات البسيطة والسهلة والعفوية والدافئة في نفس الوقت .

بعد ان كانت اللغة العربية مقتصرة على المسلسلات التاريخية بشخصياتها وصلابتها و قسوتها .. مستخدمة السيوف والخناجر والقتال في ساحة المعركة .. جاء مسلسل ذاكرة الجسد ونقلنا من القتال في الصحراء القاحلة المناضلة للاماكن الاكثر روعة وجمال في قسطنطينة في الجزائر حيث الجسر المعلق وتونس الخضراء ولبنان و فرنسا واسبانيا .. مشاهد جميلة حيث الحب والفن والريشة والرسم والكتاب والشعر والادب .. الى جانب أشكال الشخصيات وصوتها وتفاصيل وجوهها وأزياؤها وإكسسواراتها شرحت بطريقة مبدعة عن تصوراتها وأهدافها وطباعها مع الانتباه الكبير لأدق التفاصيل .. ويعد هذا المسلسل عمل سياسي لكن سياسة تدخل مع الحس الانساني وهو قصة حب جميلة تكاد تصل الى حد البراءة .

وقد شكل هذا العمل منذ انطلاقه ساحة تحدي لكبار كل من محرابه ليشق طريقه الى ذاكرة اخرى للحواس مجتمعة .

ويذكر ان انتاج هذا المسلسل لقناة أبو ظبي ومؤسسة نجدت اسماعيل أنزور وغراند برودكشن للإنتاج الفني .. وقد زينت هذا العمل التلفزيوني الاجتماعي الضخم اسماء كبيرة لامعة .. التـألـيـف لريم حنا عن رواية ذاكرة الجسد لـ أحلام مستغانمي وإخـراج المخرج الكبير نجدت أنزور ..اما الـموسـيـقـى الـتـصـويـريـة شربل روحانا .. وأغـنــيـة اشــارة المسلسل أمال بو شوشة .

بطولة مسلسل ذاكرة الجسد للفنان السوري جمال سليمان ” خالد بن طوبال” و الجزائرية أمال بو شوشة ” حياة سي الطاهر” , التونسي ظافر العابدين” زياد” , خالد القيش ” حسان بن طوبال” , مروان فرحات ” بلال حسين” , مجد فضة, مجد رياض, ميادة أسعد ” كاترين”, فايز أبو دان, فاتن شاهين, زينة حلاق” عتيقة” , ومن الجزائر : بهية راشدي “ماما الزهرة “, عبد النور شلوش, عبد الباسط بن خليفة, ومن لبنان : رفيق علي أحمد, جهاد الأندري, ومن العراق : جواد شكرجي ” سي الطاهر” .

وتتلخص قصة هذا المسلسل في ( خالد الشاب الذي يقاتل في إحدى جبهات الثورة الجزائرية تحت قيادة ” سي الطاهر عبد المولى “ – وكلاهما من مدينة قسنطينة – والذي يصاب في إحدى المعارك فيتم نقله إلى جانب عدد أخر من المصابين إلى تونس محملاً بوصية من ” سي الطاهر” إلى عائلته المقيمة هناك والمؤلفة منه وزوجته وطفله ناصر وطفلة وليدة يسمونها لاحقا باسم ” حياة “ بينما تنص الوصية التي يحملها للعائلة أن يقوم خالد بتسجيلها باسم ” أحلام ” .

يتم بتر يد خالد اليسرى على إثر الإصابة ويجري تدريبه طبيا على الرسم كي يتكيف على وضعه الجديد ويقتل ” سي الطاهر ” دون أن يرى وليدته التي أصبحت بمثابة ابنة رمزية لخالدفي هذه الأثناء تستقل الجزائر ولكنها تتعرض لنهب وفساد من قبل رجالات الثورة وغيرهم من الانتهازيين والمرتزقة فيغادر خالد إلى باريس تاركا عمله في رقابة المطبوعات ويصبح رساما حيث تعرف على الشاعر الفلسطيني زياد الذي كان يعمل مدرسا للغة العربية في الجزائر ونشر ديوانين هناك وكان يبدو أنه دائماً على سفر .

ويستمر الخيط الدرامي لأحداث الرواية من خلال تداعيات خالد، حتى بعد خمس وعشرين سنة من خروج خالد من الجبهة حيث يقيم معرضا في باريس تزوره ” حياة “ وابنة عمها ” سي الشريف ” الذي أخذ يحصد المناصب والمكاسب ثمنا لدم أخيه ” سي الطاهر” .

تعرفه ابنة سي الشريف على نفسها بأنها الآنسة عبد المولى فترتد ذاكرته إلى الوراء فجأة خمسة وعشرين عاما ويأمل في أن تكون ” الأخرى” هي الطفلة التي سجلها باسم أحلام وليست من تعرفه بنفسها ! فيقع في حب ” حياة ” بصورة ميلودرامية، ويتواعدان ويتلاقيان ويرسمها موحدا إياها بقسنطينة.

في هذه الأثناء يحضر الشاعر زياد لزيارة مفاجئة إلى باريس ويحل ضيفا على خالد مثيرا غيرته إذ تتعرف عليه حياة، بينما يضطر خالد للسفر إلى إسبانيا تاركا إياهما يتبادلان الإعجاب .

ويعود فيسافر زياد تاركا حقيبته عنده، وتسافر حياة إلى قسنطينة ولاحقا يدعوه سي الشريف إلى عرسها بينما يقتل زياد ويبحث هو بحقيبته عن دليل على الحب بينه وبين حياة ولكنه لا يقع على ما يقطع الشك باليقين .

ويسافر إلى قسنطينة لحضور العرس وفي حضوره إلى قسنطينة ينفرش التاريخ الكئيب المستلب الذي صار ممحوقا للمدينة التي كانت يوما تحتفي بكل ما هو جليل وبعد العرس يعود إلى باريس لكن نبأ موت أخيه في حادث يعيده إلى الجزائر عاريا من كل شيء حتى من الوطن الذي لم يعد وطنا.

كلمات أغنية الشارة لمسلسل ذاكرة الجسد لريم حنا .. غناء الفنانة أمل بوشوشة وتحكي كلماتها :-

في العادة .. تبدو الحياة .. الحياة ..

صفحة في كتاب

حرفاً مكتوباً بحبر من سراب

جملة أسئلة .. تبحث عن جواب

هل من جواب .. هل من جواب

لا لا تذهب بعيداً .. في سؤال السؤال

لا تبحث عن حقيقة .. في خيال

فالحياة ذكريات و ما تبقى إلى زوال

هي لحظة كالبرق

تومض في الغرب

و تنتفض في الشرق

هي نهر .. هي جسر .. تكسره الأمواج

أمواج الشوق

ها قد آن الأوان .. كي نجمع الأحزان

في سلة مصنوعة من قصب النسيان

لا لا تذهب بعيداً .. في سؤال السؤال

لا تبحث عن حقيقة .. في خيال

فالحياة ذكريات و ما تبقى إلى زوال