أبطال «القعقاع» يقدمون قراءة لمرحلة مهمة من تاريخ الإسلام

سلطت حلقة أمس الاثنين من برنامج «نجوم رمضان» الضوء على الإنتاج المتميز للمؤسسة القطرية للإعلام في رمضان من خلال المسلسل التاريخي «القعقاع بن عمرو التميمي» بحضور الفنان السوري الكبير سلوم حداد الذي لعب دور القعقاع، والفنان اللبناني الكبير رفيق علي أحمد الذي لعب دور القائد خالد بن الوليد، والفنان السوري نضال نجم الذي لعب دور القائد سعد بن أبي وقاص، والفنان السوري باسل خياط الذي لعب دور كسرى الفرس يزدجرد، والفنان السوري قيس الشيخ نجيب الذي لعب دور معاوية بن أبي سفيان، والمخرج المتميز الذي أدار خيوط المسلسل وأحداثه المثنى محمد صبح الذي نجح من خلال هذا العمل في التعامل بذكاء مع الكاميرا وأحداث المسلسل، علما أن حلقة أمس التي كانت آخر حلقات البرنامج بمناسبة عيد الفطر تولى تقديمها الزميل الإعلامي سعد بورشيد الذي نجح في إدارة النقاش مع ضيوف الحلقة باقتدار، فيما كانت من إعداد الإعلامي المتميز تيسير عبدالله وإخراج الفنان والمخرج الكبير عبدالله عبدالعزيز.

سلوم حداد: كان همي الأساسي هو تقديم الصورة الحقيقية للقعقاع
في البداية قال الفنان السوري سلوم حداد إن التعامل مع أي شخصية تاريخية مسؤولية كبيرة، وهذه المسؤولية تبدأ منذ اختياره للعب الدور، حيث يحاول من خلال كل شخصية البحث عن تفاصيلها وقراءة النصوص والمراجع التي لها علاقة بها حتى يتمكن من تحقيق قدر مقبول من النجاح لها، وبالتالي فسواء تعلق الأمر بالقعقاع أو بغيره، فإن المسؤولية تتطلب تقديم الشخصية كما كتب عنها، علما أن الهم الأساسي يبقى هو تقديم الصورة المحترمة لهذه الشخصية.
وحول سؤال يتعلق بمساحة الإبداع في أداء الشخصية التاريخية قال إن مثل هذه الشخصيات تسمح بالإبداع أكثر، لكن مع التوقف عند حدود النص، خاصة إذا كانت ذات مرجعية دينية، ما يجعلك مختلفا شيئا ما على خلاف أدائك لشخصية اجتماعية تفتح أمامك مجالات الإبداع، مشيرا إلى أن الممثل في النهاية هو الذي يسهم في صنع الشخصية، لكن مع احترام ملامحها العامة عندما يتعلق الأمر بالشخصية التاريخية، قبل أن يضيف أنه من خلال أدائه لشخصية «القعقاع» أضحى متأكدا أن الناس يتذكرون هذه الشخصية كما سيتذكرون من هم بنو تميم. وحول حدود المسؤولية بخصوص الشخصيات التي يتم تقديمها من طرف الفنان، قال سلوم حداد إن الممثل يجب عليه استحضار هذه المسألة حتى يقدم المعلومات كما هي، خاصة أن دور الفنان تثقيفي بالدرجة الأولى، وبالتالي ينبغي تقديمها كما كتب عنها.

رفيق علي أحمد: المسلسل أبرز الجانب الإنساني لخالد بن الوليد
تحدث الفنان رفيق علي أحمد عن أدائه لشخصية خالد بن الوليد التي تحمس لها كثيرا، خاصة أنه رغم تردده في المشاركة بالمسلسل فإن إعجابه بالعمل الذي قدمه المخرج المثنى صبح جعله يشارك في هذا العمل، قبل أن يضيف باسما أن ما جعله يشارك هو أن خالد بن الوليد كان يعطي الأوامر للقعقاع، لذلك جاء لكي يعطي الأوامر لسلوم حداد، قبل أن يضيف أن شخصية خالد بن الوليد شخصية عربية فذة لا يمكن لأي شخص أن لا يعرف عنها شيئا، وبالتالي فإنها كانت تحديثا له شخصيا لأنه عندما جاء ليؤدي هذه الشخصية طلب منه تبسيطها وتقديمها على طبيعتها كقائد عسكري بصلابته وقوته، إلى جانب إبراز الملامح الشخصية الإنسانية في الحياة اليومية من أجل إظهار وجهه الآخر بعيدا عن قيادة العسكر.
من جانب آخر، أكد رفيق علي أحمد أن العمل الفني التاريخي ما زال جمهوره في زحمة الأعمال الرمضانية التي ترفع شعار «الجمهور عاوز كده» كونها تحاكي قضايا وتاريخ الناس بطريقة فنية بعيدا عن هذا الشعار، خاصة أن المشاهد العربي ما زال لديه توق لمعرفة تاريخه ومعرفة الشخصيات الإسلامية بعيدا عن منطق الحقيقة المطلة التي يدعي كل واحد امتلاكها.

نضال نجم: كنت مرعوباً من تقديم شخصية سعد بن أبي وقاص
تحدث الفنان نضال نجم عن شخصية سعد بن أبي وقاص كإحدى أهم الشخصيات التي عاصرت بدايات الإسلام، حيث قال إنه اجتهد من أجل أن يقدمها في إطارها التاريخي، خاصة أن المثنى صبح الذي قدم له هذا الدور شجعه كثيرا على أدائها وفق نظرة معينة، خاصة أنها ليست المرة الأولى التي يتعامل فيها مع المثنى الذي حاول أن يقدم له من خلال هذه الشخصية ما يريده ووضعها في إطارها التاريخي، خاصة أن الشخصية سبق لعدد من الفنانين أن لعبوها. وقال نضال نجم إنه كان مرعوبا جدا خلال أول أيام تصوير دوره، غير أن توجيهات المخرج وكذا ملاحظات الفنان سلوم سهلت عليه أداء هذه الشخصية التي اعتبر أنها كانت مغرية جدا وممتعة في الوقت نفسه.
باسل خياط: تعاملت بمنطق أسطوري مع شخصية يزدجرد
الفنان باسل خياط تحدث عن أدائه لدور كسرى الفرس يزدجرد وكيفية تعامله معه، حيث قال إنه عندما عرض عليه هذا الدور حاول رفقة المخرج إبراز الجانب الإنساني في هذه الشخصية، حيث تم التركيز على هذا الموضوع. وقال باسل خياط إنه درس الشخصية جيدا وعرف عنها الكثير، خاصة مسألة زواج بعض بناته من شخصيات إسلامية، خاصة أنه كان آخر الأكاسرة، حيث عمل على تحديد الشخصية بما يلائم ما هو موجود في ذهنه حولها، محاولا تقديمها والتعامل معها بالمنطق الأسطوري سواء من حيث طريقة سيره أو حديثه من وراء القناع أو من خلال الثياب التي يرتديها، حيث تحكمت كل هذه العوامل في تقديم الشخصية وفق هذا التصور.

قيس الشيخ: أنا أول من يقدم شخصية معاوية بن أبي سفيان في مسلسل
قال الفنان قيس الشيخ نجيب الذي أدى إحدى أكثر الشخصيات المثيرة للجدل في التاريخ الإسلامي من خلال معاوية بن أبي سفيان، إن مجرد إسناد هذه الشخصية له يعتبر مسؤولية كبيرة، خاصة أنها أول مرة يتم تجسيدها في الدراما، ولم يسبق لأحد أن قدمها سواء في فيلم أو مسلسل تلفزيوني، رغم أهميتها التاريخية أو السياسية، وكذا لكونه من أسس الدولة الأموية والإسلامية سواء من الناحية الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية أو العسكرية حيث وسع الدولة الإسلامية، وبالتالي فالشخصية كانت مثيرة للجدل في التاريخ حول ما إذا كان على حق أم لا، ولكن لا يمكن إنكار الخدمات التي قدمها للإسلام. وأكد قيس الشيخ أن الهم الأساسي أثناء تقديم الشخصية كان يكمن في تقديمها بشكل موضوعي، بل وحتى من حيث الهيئة الجسدية حيث تم الاستعانة بالماكييرات لتقديمي بالشكل الذي تصوره به كتب التاريخ من أجل تقديمه سواء كشكل واقعي أو موضوعي، بغض النظر عن المواقف التي أثارت الجدل فيما بعد، حيث كان هذا هو الخط الرئيسي للشخصية. وحول ما إذا كان متخوفا من لعب هذه الشخصية قال الفنان السوري، قال إنه لم يكن متخوفا ولكن شعور الرهبة صاحبه أثناء أداء الشخصية ما جعله يقرأ عنها كثيرا في ظل ترقبه لردود الفعل من أجل معرفة كيف كان يتصرف وماذا كان يقول وأسلوبه في الحكم ومدى إلهامها للساسة في المستقبل، علما أن الهم الذي تحكم فيه أساسا ليس تقديم شخصية تثير الجدل أكثر مما كانت هناك رغبة في تقديم التاريخ بشكل موضوعي.

المثنى صبح: «القعقاع» عبارة عن قراءة جيلي لأحداث تاريخية إسلامية
تحدث المثنى صبح مخرج «القعقاع بن عمرو التميمي» باعتباره أول تجربة له في إخراج الأعمال التاريخية عن الظروف العامة لإخراج هذا العمل الذي رام من خلاله تقديم عمل موضوعي، مشيرا إلى أن إعجابه بالإسلام كرسالة سماوية وبالصحابة الكرام هو الذي دفعه إلى خوض هذه التجربة، حيث حاول من خلال هذا العمل نقل ثقافة جيله وقراءته لأحداث تاريخية إسلامية من خلال التركيز على شخصية «القعقاع» مع وجود كثير من الشخصيات داخل المسلسل رغبة في نقل صورة حقيقية للأحداث التي رافقت تلك المرحلة. وأكد المثنى أنه أثناء الإعداد للمسلسل حاول نقل تفاصيل الحياة اليومية في المدينة المنورة وأسلوب عيش الناس. وحول الخبرات التي استعان بها خاصة من خارج الوطن العربي، قال المثنى إن رغبته في إخراج عمل ضخم دفعه للقيام بهذا الأمر، خاصة من أجل إخراج المعارك، وهو ما ناقشه مع المؤسسة القطرية للإعلام باعتبارها الجهة المنتجة للمسلسل واستجابت له.
وعرفت الحلقة أيضا طرح مجموعة من المواضيع للنقاش بين مقدم البرنامج الزميل سعد بورشيد وضيوفه من قبيل اللجوء إلى تغيير الشكل من أجل تقديم شخصيات تكبر الفنان سنا والديكورات التي تم داخلها تصوير مشاهد المسلسل، هذا إلى جانب بث تقرير عن مسجد القعقاع الموجود بمنطقة المنزلة قرب القاهرة، حيث قضى القعقاع بن عمرو التميمي أيامه الأخيرة ودفن بالمسجد الذي تحول إلى مزار اليوم. كما أثار مقدم البرنامج مع الفنان رفيق علي أحمد مسألة غياب الفنان اللبناني عن المشاركة الخارجية رغم تميزه، إلى جانب جملة أخرى من المواضيع التي كان عنوانها الأبرز تقديم حلقة رابعة وأخيرة من برنامج «نجوم رمضان» حملت بامتياز عنوان الاحتفاء بنجوم المسلسل التاريخي «القعقاع بن عمرو التميمي» الذين قدموا تفصيلا وتشريحا للشخصيات التي أسندت إليهم، وأبدعوا في تقديمها للمشاهد العربي الذي تابع المسلسل خلال شهر رمضان المنصرم سواء عبر شاشة تلفزيون قطر أو فضائية «أم.بي.سي» في انتظار عرض المسلسل على قنوات أخرى، علما أن الحلقة عرفت التنويه أيضا بعدد من الفنانين الذين شاركوا في العمل وعلى رأسهم الفنان حسن عوينتي الذي أبدع في تقديم شخصية عمرو بن العاص، إلى جانب بث شريط حول أهم لحظات تصوير المسلسل الذي تنقل بين سوريا والمغرب والهند ليقدم قراءة حاولت أن تكون موضوعية لجزء من تاريخنا العربي والإسلامي.